لا يوجد مدخن على هذه الأرض لا يعلم ان التدخين ضار لكن هل سألت نفسك يوما ماذا يضيف لي التدخين؟ بدأت في التدخين عندما كنت في عمر الخامسة عشر وبقيت حبيس تلك المصيدة لاثنتي عشر عاما، كنت مقتنعا ان السيجارة تساعدني على التعامل مع ضغوط الحياة وان “التدخين كيف”, لكن كل ما في الأمر انني كنت مدمنا على مخدر عديم الفائدة يدعى النيكوتين، اليوم يبدو الأمر واضحا كعين الشمس لكن طوال فترة تدخيني كنت ضحية عملية احتيال، اولا يجب عليك اخي المؤمن معرفة الجحر بشكل جيد حتى لا تلدغ منه مرتين، اذا مالذي يجب عليك معرفته عن النيكوتين حتى لا تقع في الفخ مجددا؟
يجب علينا فهم طبيعة الإدمان بشكل جيد حتى تكون عملية الإقلاع عن التدخين سهلة ودائمة، في هذه المقالة سأفند اربع خرافات عن ادمان النيكوتين.
1- التدخين عادة
الكثير من ضيوف جلساتنا يجيب عند سؤاله عن السبب وراء تدخينه بأنه “عادة ” و “من شب على شيء شاب عليه” “معظم اقاربي واصدقائي مدخنين” لكن هذا السبب لا يصمد امام التأمل والتدقيق ولا يفسر طبيعة تعاملنا مع التدخين, خلال حياتنا نقوم بتغيير عاداتنا باستمرار دون صعوبة تذكر, ندرس ثم نعمل ثم نتزوج و ننجب وخلال كل هذه المراحل قد نغير أماكن سكننا وطبيعة ومكان عملنا بكل سهولة, لكن خلال كل هذه التغيرات نظل مدخنين, في الواقع نحن من نتحكم بعاداتنا وعاداتنا لا تتحكم بنا, عندما نتقبل حقيقة انه ادمان ليس الا تكون هذه الخطوة الأولى نحو التحرر.
2- اذا كنت مدخنا لسنوات فسأظل مدخنا مدى الحياة
افضل رد على هذا الكلام هو حقيقة ان حاليا في أمريكا عدد المدخنين السابقين اكثر من عدد المدخنين الحاليين، وان معدلات التدخين في الكثير من دول العالم تتناقص بشكل مضطرد، التدخين ادمان لكن كما عشنا سنينا دون الحاجة او الرغبة او حتى التفكير في التدخين قبل ان نجربه للمرة الأولى فبإمكاننا العودة لتلك الحال.
3- عند الإقلاع عن التدخين تكون الاعراض الانسحابية شديدة
ما يجعل الامر صعبا على الكثير من المدخنين هو الخوف، الخوف من ان الحياة ستكون صعبة دون الدعم والمتعة التي توفرها السيجارة، مصدر هذا الخوف هو السيجارة نفسها ولا يمكن لها ان تكون الدواء، غير المدخنين يقضون حياتهم بحلوها ومرها دون ان تخطر على بالهم هذه المخاوف، في دراسة بريطانية أجريت في ثمانينات القرن الماضي صرح 53% من المدخنين السابقين بأن الإقلاع عن التدخين “لم يكن صعبا على الاطلاق” بالنسبة لهم، لا داعي لأن يكون الأمر صعبا كل ما علينا فعله هو مواجهة الأمر بشكل مباشر وفهم وتقبل الأمر على حقيقته وعدم التسويف.
لحسن الحظ ان الاعراض الانسحابية الجسدية للنيكوتين طفيفة وتكاد تكون غير محسوسة لدرجة ان كثير من المدخنين يعيش كامل حياته غير مقتنع ان الأمر ادمان ويردد أوهام من قبيل انه ممتع او عادة وغيره، كيف يمكن لمن يفترض بأنه ضحية لشعور جسدي فظيع ان يشكك في تلك الآلام؟ لماذا هذا الألم البشع لا يوقظ المدخنين من نومهم؟ ما يجعل الأمر صعبا هو تعلق المدخن بوهم ان التدخين يجعل حياته اقل توترا او ان التدخين يساعده على الاسترخاء.
الامر الرائع انه خلال ثلاثة الى أربعة أيام من اقلاعنا تصبح اجسادنا خالية تماما من النيكوتين وفي تلك الأيام الأولى تكون الاعراض الانسحابية الجسدية في ذروتها، وتختفي الاعراض الجسدية خلال أسبوعين الى ثلاثة أسابيع.
4- الإدمان الجسدي يجعل الإقلاع صعبا
في احدى جلساتي اخبرتني احدى السيدات – ام لعدة أطفال – انها تتوقف تماما عن التدخين عندما تعلم بأنها حامل ولا تجد أي صعوبة في ذلك، وبعد ولادة كل طفل تعاود مجددا التدخين، عندما نعرف بأن الإدمان الجسدي لا يستغرق سوى شهر للتعافي منه مالذي يحدث مع هذه السيدة؟ مالذي يحدث مع المدخن الذي يقلع لشهور وسنوات طويلة ثم يعود للتدخين من جديد؟
الجواب ان مشكلة التدخين بشكل أساسي نفسية وليست جسدية، وفقط عندما نستوعب ان كل ما تقوم به السيجارة هو إزالة الانزعاج والاعراض الانسحابية التي هي السبب الوحيد لتشكلها واستمرارها، واننا عندما نشفى من هذا الإدمان اجسادنا تتوقف عن اشتهائه فهو ليس ماء ولا طعام وبإقلاعنا لم نحرم انفسنا من شيء ذو قيمة بل شفينا من مرض كان مصدرا للتوتر والقلق، عندها سنكون سعداء بإقلاعنا ومن اليوم الأول.
عبدالرحمن العتيبي اخصائي اقلاع عن التدخين بطريقة الن كار
Comments