إذا كنت تفكر في الإقلاع عن التدخين، وطبيعة عملك تحتاج إلى الانتباه و التركيز، و تخشى من ضعف قدرتك على التركيز بسبب توقفك عن التدخين، أو كنت مقلعاً عن التدخين وتشعر بضعف قدرتك على التركيز بسبب انسحاب النيكوتين من جسمك، فهذه الخطوات السبع سوف تساعدك على تجاوز الأمر والتخفيف من حدته.

إن صعوبة التركيز بعد الإقلاع عن التدخين، تعتبر من أعراض انسحاب النيكوتين التي يشعر بها البعض عند توقفهم عن التدخين، وهو عرض زائل مع مرور الوقت، ولا يحدث مع كل من يقلع عن التدخين، و يتمثّل في ضعف القدرة على تذكّر الأشياء أحياناً ، بالإضافة إلى صعوبة في ممارسة التفكير بوضوح وصفاء، وصعوبة اتخاذ القرارات السليمة في الوقت المناسب، مما يُؤثِّر سلبًا على أداء المَهام اليومية، وأحيانًا يترافق ذلك مع انخفاض في الطاقة الجسدية، وزيادة ارتكاب الأخطاء نتيجة ضعف التركيز، وإذا كنت تخشى أو تعاني من هذا الأمر بسبب الإقلاع عن التدخين فهنا سبعة خطوات لتحسين قدرتك على التركيز:

١ـ اسمح لذهنك بالشرود
قد يبدو الأمر منافيا للمنطق، ولكن السماح لذهنك بالشرود قد يكون أحد أفضل الأساليب إن كنت تسعى لتحسين قدرتك على التركيز، فهناك تصور متزايد في أوساط علماء النفس بأننا نقضي الكثير من الوقت في أحلام اليقظة - ما يقرب من 50 في المئة من الوقت وفقا لبعض التقديرات، وقد حدا ذلك ببعض علماء النفس إلى تأييد فكرة أن شرود الذهن لا يمثل مشكلة كبيرة، وإنما هو جزء رئيسي من النظام نفسه الذي يمكن أن يساعد أدمغتنا على القيام بوظائفها؛
وذلك لأننا في وقت ما خلال اليوم، نشعر بالإنهاك وهنا يبدأ العقل في الشرود، وإذا كان هذا سيحدث حتما، فلماذا لا نخصص وقتا مناسبا لذلك؟ وهناك فرق جوهري ما بين شرود الذهن المتعمد والعرضي، فالنوع العرضي فقط هو الذي له تأثير سلبي على المهام التي نريد القيام بها، لكن إذا كانت المهمة سهلة، فإن الشرود الذهني المتعمد لن يؤثر على الأداء على الأرجح، لكن سوف يتيح لنا فرصة لجني فوائد شرود الذهن، مثل القدرة على حل المشاكل والتخطيط"؛
ولهذا فإن ترك عقلك يشرد عمدا بين الفينة والأخرى قد يكون مفيدا، فيمكنك التفكير في شيء لا علاقة له بالمهمة التي تريد إنجازها، مثل حل مشكلة أخرى تدور في خلدك، ثم عد إلى مهمتك الأساسية.

٢ـ عليك بقليل من المرح
غالبا ما يُنظر إلى مقاطع الفيديو التي تعرض مواقف مضحكة للقطط على أنها قمة الإلهاء، إلا أن بعض علماء النفس يعتقدون أنها يمكن أن تساعد في الحقيقة على وضعنا في الحالة الذهنية الصحيحة للمضي قدما في عملنا، ويعود هذا إلى أن إبقاء التركيز على شيء ما أمر صعب، بغض النظر عن مدى حبك لعملك، فإن ذلك يتطلب قوة إرادة، وحسب دراسة حديثة، فإن إحدى الطرق لتعزيز قوة الإرادة هي الضحك، ومن خلال التجارب، وجدت دراسة علمية أن الناس الذين شاهدوا مقطع فيديو مضحك بذلوا جهدا أكبر من الأشخاص الذين شاهدوا مقطع فيديو يحقق الارتياح ولكن ليس مضحكا، وخلصت تلك الدراسة إلى أن الفكاهة والضحك تساهم في زيادة قوة الإرادة بشكل فعال، بحيث يتعين على أماكن العمل أن تشجع ثقافة أن تكون منشآتها وبيئة عملها أكثر "مرحا"؛
ويقول ديفيد تشينغ، باحث في مجال القيادة بجامعة أستراليا الوطنية في كانبيرا: "خلق ثقافة من المرح لدى فريقك يساعد على تعزيز إنتاجية العمل"، ويضيف تشينغ الذي قاد البحث: "بالطبع، هذا ليس ترخيصا لمشاهدة مقاطع فيديو عن القطط طوال اليوم، لكن الحصول على فترات راحة في بعض الأحيان ومشاهدة مقاطع فيديو فكاهية يكون مفيدا، خاصة عندما تشعر بالإرهاق".

٣ـ توقف عن العمل
ثمة أدلة على أن التوقف عن العمل لبعض الوقت يساعدك على تحقيق قدر أكبر من الإنجاز بعد استئناف العمل، لكن التحدي يكمن في معرفة متى تأخذ إستراحة؟ وما هي مدتها؟ وماذا ستفعل بفترة التوقف عن العمل؟، حيث تشير بعض الدراسات التي أجريت في تسعينيات القرن الماضي إلى أنه نظرا للتغيرات الطبيعية في دورة الانتباه لدينا، لا يمكننا التركيز لأكثر من 90 دقيقة قبل الحاجة إلى استراحة لمدة 15 دقيقة، و بالنسبة لأولئك الذين يستطيعون إبعاد أنفسهم عن لوحة المفاتيح، فإن الخروج في الهواء الطلق وقت الغداء قد يحقق الغرض؛
كما أنه من الجيد أن تقوم ببعض التمرينات الرياضية في فترة استراحتك، لأنها تعيد تشغيل الدماغ على ما يبدو، وتجعله في حالة أفضل للتركيز على العمل، وتشير دراسة إلى أن ممارسة التمارين في الهواء الطلق وخاصة وسط الطبيعة، يحسن قدرة الشخص على التركيز.
ويعد التأمل خيارا آخر، فهناك أدلة متزايدة على أن من يقومون بممارسة التأمل لديهم سيطرة أفضل على موارد انتباههم، كما أنهم أفضل بكثير في ملاحظة الوقت الذي يتعين فيه الحصول على استراحة، وإذا كان يبدو أن ذلك يستغرق وقتا طويلا بعض الشيء، فالخبر السار هو أن ممارسة التمرين، يحسن الذاكرة ومدة رد الفعل والانتباه على المدى القصير.

٤ـ لا تحاول جاهدا التركيز
وفقا لدراسات أجراها جو ديغوتيس ومايك إسترمان في مختبر بوسطن للانتباه والتعلم في ماساتشوسيتس، من خلال تجارب تصوير الدماغ، فإن الاستراتيجية الأكثر نجاحا للمحافظة على التركيز هي التركيز لفترة معينة من الوقت ثم أخذ استراحة قصيرة قبل العودة إلى التركيز مجددا، فالناس الذين حاولوا البقاء مركزين طوال الوقت ارتكبوا أخطاء أكثر بشكل عام، ولذا، عندما تحتاج إلى التركيز لفترات طويلة، فإن الاستراحة القصيرة من وقت لآخر، تعني تركيزا لفترة أطول.

٥ـ غير نمط حياتك والبيئة المحيطة بك
قد تتمكن من إجراء تغييرات تحسن من قدرتك على التركيز إذا حاولت تغيير روتينك كعلاج أولي، ويشمل ذلك:
تناول غذاء متوازن يحتوي على الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون.
تناول عدة وجبات صغيرة كل يوم.
الحصول على مزيد من النوم.
اتخاذ خطوات لتقليل التوتر، مثل التأمل أو الكتابة أو قراءة كتاب.
الماء يعتبر من أهم المشروبات التي لا غنى عنها خلال اليوم، والتي تفيد في تقوية الذاكرة والتخلص من مشكلة النسيان، حيث يجب تناول كوبين من الماء قبل القيام بأي عمل يحتاج إلى نشاط ذهني مثل الاستذكار، وهذا له القدرة على التحسين من أداء المخ، والتحسين من الذاكرة لدى الكبار والأطفال على حد سواء.
المريمية من أهم الأعشاب الطبيعية التي يمكن تناولها مغلية لتقوية الذاكرة، والتخلص من مشكلة النسيان، فقد سُمِّيَت المريمية قديما باسم مشروب التفكير.
مشروب الشاي الأخضر يحتوي على نسبة كبيرة من الأحماض الأمينية، والتي تعمل على التعزيز من القدرة على التركيز و الذاكرة، وتساعد على التعزيز من نشاط النواقل العصبية.
تناول مشروب اليانسون مفيد في التعزيز من الهدوء النفسي، وبالتالي له القدرة على تحفيز تدفق الأكسجين إلى المخ، وبالتالي الرفع من مستوى أداء المخ، والتحسين من التركيز والذاكرة.

٦ـ تلقى الدعم والمساندة
إن منتجات الإقلاع عن التدخين تساعدك على عدم الشعور بآثار الانسحاب أو تخفف بشكل كبير من حدتها، والتي يأتي من ضمنها ضعف التركيز، كما يمكنك الاستمتاع بإجازة لمدة أسبوع وتجعل توقفك عن التدخين فيها، بحيث يمكنك الاسترخاء، ولا يضرك القليل من عدم التركيز، الذي تقل حدته بعد الأيام الأولى من توقفك عن التدخين، لأن المخ قد تعود عدم وجود النيكوتين مع مرور الوقت.

٧ـ زيارة الطبيب
إذا لم تُحدث هذه التغييرات فرقاً، فإن الوقت قد حان لزيارة الطبيب و الذي قد يقوم بتجربة بعض العلاجات التي تعالجك وفقاً لأعراضك:
العلاج: العمل مع محترف هو أفضل طريقة لعلاج المشاكل الأساسية مثل الإكتئاب أو القلق الذي يجعل من الصعب التركيز على المهام البسيطة.
الاختبار المعرفي: يمكن لأخصائي الأعصاب أن يجري اختبارات خاصة لتحديد ما إذا كنت تعاني من الشيخوخة الطبيعية، أو إذا كان هناك قلق من مشكلة أكثر خطورة.
المنشطات: يمكن للأدوية مثل الأديرال أو الريتالين أن تحسن التركيز بشكل كبير في أولئك الذين يعانون من إضطرابات الإنتباه المشخصة بشكل صحيح.
الأدوية النفسية: في بعض الأحيان تكون الأدوية النفسية هي الخيار الأفضل إذا كانت صعوبة التركيز ناتجة عن حالة نفسية كامنة.
إختبارات الدم: قد يقرر الطبيب فحص مستوى الهرمونات في الدم أو القيام بفحص لتعداد الدم لتحديد ما إذا كنت تحتاج إلى علاج طبي لمشاكل التركيز.
Comments