إن الملل والروتين هو عبارة عن شعور داخلي يصيب الإنسان عند عدم وجود ما يثير اهتمامه، حيث يشعر بأنه معزول في مكان مغلق، ويعود سبب الوصول إلى هذه الحالة في كثير من الأحيان نتيجة الحياة الروتينية اليومية، والمرور بأوقات مملة، ويعتبر الملل أزمة حقيقية تحتاج للعلاج الجاد، وإلا فإنها ستقود إلى الوقوع في أزمات أكثر خطورة وتعقيدا، فيجعل الملل صاحبه أكثر عرضة لحالات الاكتئاب والتوتر المستمر، كما يفتح المجال إلى اكتساب العادات السلوكية السيئة وغير السوية؛ كالعدوانية الشديدة، والإدمان على التدخين، أو المخدرات، وغيرها، بالإضافة إلى لجوء الفرد إلى الانزواء والانطوائية في محيطه الذاتي، وتدني مستوى مهاراته الاجتماعية، ومن الممكن أن يقود الملل صاحبه للإصابة باضطرابات التغذية والأكل؛ حيث يلجأ إلى تناول الطعام بكميات كبيرة محاولةً لتخفيف الشعور بالملل والضجر، ويضاف على ما سبق بأنّ الملل من مسببات انخفاض معدل الإنتاجية في بيئة العمل، وتدني التحصيل الدراسي والأكاديمي في البيئة التعليمية، ويتسبب ما سبق بالضغوط النفسية التي قد تدفع صاحبها إلى التدخين، أو إلى العودة أليه بعد إقلاعه عنه، ما يجعل التعامل مع هذا الموضوع في غاية الأهمية لمن يريد ترك التدخين إلى الأبد.
كيف يمكن للملل أن يدفعك للتدخين
يقول الكاتب الروائي الفرنسي الشهير فيكتور هوغو في كتابه "البؤساء" الذي نشر عام 1862: "هناك شيء أكثر فظاعة من جحيم المعاناة، وهو جحيم الملل"؛
إنها ملاحظة من الواضح أنها لا تزال صحيحة حتى اليوم، ففي المجتمعات الحديثة، يعد الملل شيئا يهرب الناس منه، سواء من خلال ممارسة لعبة ما، أو من خلال تصفح حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال إدمان بعض المواد مثل التدخين وإدمان النيكوتين، او الكحول، أو غيرها من المواد المخدرة، أو إدمان بعض العادات والسلوك الضار، مثل القمار،أو إدمان الطعام، أو التسوق، أو الألعاب الإلكترونية، أو مشاهدة المواد الإباحية، أو ممارسة العادة السرية، أو حتى إدمان الشوكولاته؛
والتدخين هو إدمان مركب يجمع ما بين إدمان مادة وهي النيكوتين، وإدمان سلوك وعادة، متمثلة بالتدخين وطريقة إمساك السيجارة أو النرجيلة، وأخذ النفس، وإخراج الدخان من الفم والأنف، والتعود على طعم و نكهة التبغ، وإدمان السلوك والعادات المصاحبة له ومعه، مثل التدخين مع شرب الشاي والقهوة، أو أثناء القراءة والكتابة، أو التركيز والعمل، أو التفكير وحل المشكلات، والإبداع والابتكار، أو المشاهدة والاستماع، او النقاش والحديث، أو الضحك والاستمتاع، أو التواصل الاجتماعي مع الآخرين والأنس بصحبتهم، ولهذا نجد الكثير من الناس يلجؤون للتدخين كوسيلة للتسلية والشعور بالمتعة، ولملء الفراغ، والقضاء على الملل والسآمة، فالتدخين شيء ممكن ممارسته، وتعاطيه، مع مختلف جوانب حياتنا و مهامنا اليومية مثل القيادة، أو الانتظار، او العمل، وأثناء الحركة، أو الجلوس والاسترخاء.
إلا أن تكلفة وتبعات التدخين خطيرة، وكبيرة، وكثيرة، ما يجعل كلفة استخدامه كوسيلة للتسلية، وملء الفراغ مرتفعة، وباهظة الثمن جسدياً، ونفسياً، واجتماعياً، ومالياً، ولهذا يجب على العقلاء، والناصحين لأنفسهم أن يجدو وسائل مفيدة ونافعة، يملؤون بها أوقات فراغهم، ويقضون بها على شعورهم بالملل، بما يعود عليهم بالفائدة، والمنفعة، والمتعة، حيث أن الملل المزمن يمكن أن يسبب لك ضررا صحيا على المستويين البدني والنفسي، ويدفعك للتدخين، أو العودة أليه مجدداً بعد إقلاعك عنه.
تخفيف الضغط النفسي الناتج عن وقت الفراغ
ليس من المستغرب أننا نشعر بأن الملل ليس أمرا مريحا على الإطلاق، إذا ما نظرنا إلى الأهمية التي توليها المجتمعات الحديثة للانشغال بالعمل والأشياء المفيدة، فنجد أكثر الناس ثراء بيننا يعملون لساعات أطول من المعتاد، في وقت بات فيه الانشغال رمزا يدل على الأهمية والوجاهة، وفي المقابل، أصبح الملل والفراغ مرتبطين بالأشخاص الذين لا يحققون شيئا مهما في حياتهم، وبالكسالى والمتسكعين، وترتبط هذه الصفات بحالة الكسل الذهني، وعدم وجود هدف يسعى المرء لتحقيقه.
حيث يعتبر الاكتئاب والملل من أكثر المشاعر السلبية التي يعاني منها الكثير من الأشخاص في مجتمعاتنا بمختلف فئاتهم العمرية، ويكون ذلك ناتجاً عن مزيج من المشاعر كالحزن، والوحدة، والشعور بالعجز في مواجهة مشكلة ما، كما يمكن تعريفه بأنه حالة مرضية تسبب اختلال المزاج والفكر، وبالتالي التأثير السلبي على الحالة النفسية والجسدية، وعلى مسار الحياة اليومية، كما أن عدد من الدراسات أشارت إلى أن هؤلاء الذين لديهم قابلية للشعور بالملل يفتقرون إلى وجود حافز خارجي، ويسهل أن يشعروا بالإحباط عند التعرض لمواقف تحتاج إلى إظهار التحدي.
لكن ربما يكون فهمنا للملل خاطئا، فهناك مجموعة من الدراسات التي تشير إلى أنه من خلال عدم السماح لأنفسنا بأن نشعر بالملل ولو لمرة واحدة كل فترة من الوقت، فربما نفوت على أنفسنا فرصة مهمة، لاكتشاف أنفسنا، والعالم من حولنا، والابتكار، والإبداع، والانتاجية.
سوف تمنحك قائمة الاقتراحات القصيرة الواردة في هذا الموضوع الكثير من الأفكار للتصرف الفوري الذي يمكنك اتخاذها لمحاربة الضغط النفسي الناتج عن وقت الفراغ، والذي يجعلك ترغب في التدخين، كما أن عوامل تخفيف الضغط النفسي التي سنذكرها في هذا المقال ليست مصممة كحلول طويلة المدى للضغط النفسي الناتج عن وقت الفراغ في حياتك، ولكن كل واحد منها يقدم خطوة يمكنك اتخاذها الآن – اليوم، أو غدا، أو في هذا الأسبوع – في اتجاه تقليل الضغط النفسي السلبي الذي يدفعك للتدخين وثير رغبتك فيه ويحفزك عليه، حاول أن تجد عاملين أو ثلاثة عوامل تتلاءم مع ظروفك وجربها.
إن وقت الفراغ ليس مجرد الجلوس والاسترخاء، رغم أنه يتضمن أحيانا هذا النشاط؛ إن وقت الفراغ هو اكتشاف الطفل اللعوب بداخلك ومنحه تصريحا بالضحك والمرح مرة أخرى، كما إن الترفيه هو الشيء الذي سيجدد عقلك، وجسدك وروحك! فهي بنا ننطلق على بركة الله.
حدد ترفيهك الخاص
يجد الناس أحيانا صعوبة في الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية لأنهم لا يعرفون ما يحبونه (أو ربما ينسونه). استغرق القليل من الدقائق الآن وضع قائمة بالأشياء التي تفضلها في وقت فراغك. هل تحب اللعب وحدك، أم مع من هم في عمرك؟ هل تحب الأنشطة البدنية، أم العقلية، أم الاجتماعية، أم العاطفية، أم الإبداعية؟ ما نوع المشاعر التي تحب أن تشعر بها من النشاط الترفيهي الذي تقوم به (الإنجاز، أم التقدير، أم الاسترخاء، أم المتعة)؟ هل تريد أن تقضي وقت فراغك في المدينة، أم في الريف، أم بجانب بحيرة، أم في البرية، أم على الشاطئ؟ متى تود أن تقوم بنشاط ترفيهي (صباحا، أم مساء، أم في عطلات نهاية الأسبوع، أم في أثناء الإجازات)؟ اختر الرياضة، أو الألعاب، أو الأنشطة، أو الهوايات، أو الحرف، أو وسائل التسلية التي تتلاءم مع الأشياء التي تفضلها.
ضع جدولاً لوقت الفراغ
إلى أن تتعلم أن تكون شخصا ترفيهيا، على أساس منتظم، بدون الشعور بالذنب – حدد أوقاتا للاستمتاع بالترفيه بعناية. فكر في الأنشطة الترفيهية كما لو أنك تفكر في رحلة عمل، أو موعد مع الطبيب، أو وجبة، أو أي التزام محدد آخر لن تفوته. إن الترفيه بالنسبة للعديد من الناس هو الاستمتاع مع الأصدقاء، وتجدنا في كثير من الأوقات، عندما نقابل أشخاصا مميزين أو نتحدث معهم، فإننا نميل لأن ننهي حديثنا بعبارة “إلى اللقاء مرة أخرى”. هل تعرف ما يحدث عادة: لا تلتقيان أبدا بعد ذلك. كن حازما مع نفسك ومع أصدقائك الجيدين. استقطع الدقائق القليلة الزائدة لترتيب شيء محدد بالفعل؛ فإن من يقومون بذلك، نادرا ما يندمون.
ربما تكون واحدا من العديدين الذين يسوِفون أو يشعرون بالذنب فيما يخص الترفيه؛ إن الترفيه المجدول هو طريقة جيدة للبدء؛ فكر في الانضمام لفصول وورش عمل في الرياضة، أو الألعاب، أو تذوق الطعام، أو الطهي، أو السفر، أو تربية الحيوانات الأليفة، أو العناية بجسمك ومظهرك، أو الألعاب الورقية.
خذ إجازات الدقيقة الواحدة
ابدأ بداية صغيرة، وعلم نفسك مرة أخرى كيف تأخذ من 30 إلى 60 ثانية لتستمتع بجمال الحياة الصغير الزائل. متى توقفت آخر مرة لفترة طويلة بشكل كاف لتستمتع حقا بأي من هذا:
رائحة وردة
رائحة خشب محترق
رائحة شيء مخبوز
مطر تساقط لتوه
منظر ماء صاف وبارد
السير بجوار جدول نهر صغير
دفء الشمس
أوراق الشجر في الخريف
المشي بين أوراق النباتات في الخريف
ملمس الجلد
نسيم بارد
مذاق الفشار
شروق الشمس أو غروبها
ملمس شفاه رطبة دافئة
صمت الغابات
طيور تغني
قوس قزح
قطعة فنية
خذ دقيقة الآن وأضف هنا أية تجارب أخرى تجعلك تشعر بمزيد من الحيوية:
تظهر العديد من التجارب مثل هذه بشكل موجز كل يوم. ابحث عنها اليوم، وخذ إجازة الدقيقة الواحدة في تجربتها.
تصور وسائل فرار صغيرة
هل تعرف ما الذي يجعلك سعيدا؟ ما الذي يجعلك تسترخي؟ امنح نفسك تصريحا للهروب ذهنيا للحظات قصيرة إلى عالم غير مادي؛ حيث يمكنك الاسترخاء والمرح، وإليك بعض الخيارات:
١ـ سافر ذهنيا إلى:
شاطئ مهجور
بيت الجدة
كوخ خشبي
مكان لعطلة أحلامك
بيت شجرة
روضة دافئة مليئة بالورود
الغابات
٢ـ جرب وسائل فرار صغيرة
جرب:
حماما دافئا
ماء طبيعيا، أو ضوء شموع وبخورا في الحمام
نزهة في أرضية غرفة الجلوس مع سماع الموسيقى
حمام بخار
قراءة كتاب جيد في الفراش
الجلوس أمام نار تطقطق والإضاءة مطفأة
الاستماع لألبوم مفضل باستخدام سماعات الأذن
مشاهدة الناس
الفرجة على المحلات
قضاء أمسية كاملة محاطا بضوء الشموع فقط
ركوب الحافلة للاستمتاع
حل الكلمات المتقاطعة أو أحجية الصور المقطوعة
تصفح متجر الكتب
زيارة عروض مهنية أو سوق الأشياء المستعملة
تربية حيوانات أليفة
كتابة خطابات
تطيير نماذج طائرات أو طائرات ورقية
حياكة الأغطية
إعداد العصائر الطازجة
تنسيق الزهور
مشاهدة البرامج التعليمية
اختر البرامج التليفزيونية بعناية
اجعل هذا الاختراع مصدرا حقيقيا للمتعة والترفيه الذي يساعد على الاسترخاء. ألق نظرة عامة على الجدول الأسبوعي واختر مسبقا العديد من البرامج التي ستستمتع بها وحدك أو كعائلة أو مع الأصدقاء، شغل التلفاز فورا قبل بدء البرنامج المحدد، واطفئه بعد انتهائه مباشرة، وابتعد عن الموضوعات المثيرة للقلق أو العنف، (واعلم أنك الوحيد الذي تعرف ما يساعدك على الاسترخاء وما يضايقك)، و إذا أصبحت الأخبار المحلية أو الوطنية محبطة ومربكة – فلا تستمع إليها؛ جرب قراءة مجلة إخبارية أسبوعية كمصدر للأحداث الجارية. انتق واختر ما تقرؤه و تشاهده وتسمعه.
كوِّن صداقات مع الأشخاص المريحين نفسيّاً واتصل بالأصدقاء القدامى
اتّصل بالأصدقاء القدامى حاول أن تجمعهم اجتماعاًً دورياً تعرف على ما أنجزوه، وتحدث عن إنجازاتك، أو اكتسب صداقات جديدة، قم بتوجيه الدعوات هاتفياً، أو قم بإرسالها مسبقا، لتناول عشاء، ووفر طلبات إعداد الطعام قبلها بأيام، وحدد في دعوتك ميعاد البدء والانتهاء إن كنت ترى ذلك مناسباً، أو إذا كان هذا سيجعلها أفضل، جربها مع جيرانك كطريقة لبناء صداقات جديدة، ولا تنسى أثناء بناء علاقات قويّة مع الآخرين يجب الابتعاد قدر الإمكان عن الأشخاص السلبيين الذين يبعثون على الشعور بالكآبة، والتعاسة، والتقرب من الأشخاص الايجابيين الذي يساعدون في التخلص من المشاكل والأزمات.
كافئ نفسك
اربط ترفيهك بالمشروعات التي تنجزها. قم بعمل أو مهمة واحصل على ترفيه معين كهدية مخططة لنفسك عند انتهائك، و لا تحرم نفسك من الهدية أبدا، وهذا الأمر يجدي خاصة مع الأطفال، جرب الأكل خارج المنزل مرة اسبوعيا كمكافأة إذا قام الجميع بتنظيف المنزل بعد العمل مباشرة، أو في يوم عطلة نهاية الأسبوع، أو في أي وقت.
حدد مساحة للترفيه
خصص مساحة محددة في المنزل للمشروعات والهوايات إذا كان هذا بالإمكان، ويعد مجرد جزء من إحدى الغرف كافيا، اجعله مكانا هادئا، ومريحا يمكن أن يستخدمه أي أحد في المنزل متى أراد أن يفكر، أو يسترخي، أو يبتكر أو يتواجد به فقط.
جرب “زيارة أماكن” وقت استراحة الغداء أو في الفترة المسائية
كيف تقضي الفترة المسائية من يومك أو وقت إستراحة غدائك؟ هل تأكل في المكان نفسه مع الأشخاص أنفسهم يوميا؟ ربما تخدع نفسك؛ من الممكن أن تكون الدقائق الثلاثون أو الستون في منتصف يوم العمل المكون من ثماني ساعات مثمرة للغاية، فهذا الوقت يقدم لك فرصة للاسترخاء، والمرح واستكشاف الذات. جرب بعض الاقتراحات التالية:
النوادي الصحية: ماذا عن الانخراط في برنامج للياقة البدنية في أثناء الغداء؟ تحدث إلى الأشخاص الذين تعرفهم ويمارسون الرياضة في وقت الغداء وقارن شكواهم عن التوتر والإجهاد والصداع مع من لا يمارسون التدريبات الرياضية.
المتاحف: جرب التركيز على جزء واحد في المرة الواحدة. لدى بعض المتاحف الكبيرة مطاعم – وهكذا لن تضطر أن تفوت الغداء!
التلفاز: ربما يمكن لكرسي في غرفة الجلوس، وأقدامك مرفوعة أمام مسلسلك المفضل طريقة أخرى للهروب من توتر العمل، وإذا كان الذهاب إلى المنزل مستحيلا، فشاهد التلفاز عن طريق جهازك المحمول للعمل وشارك زملاءك الذين يستمتعون بالمسلسل نفسه.
استراحة جمال: كافئ جسدك ببعض الترف واحصل على قصة شعر، أو غسيل للشعر بالشامبو، أو جلسة تدليك، أو حمام بخار أو جلسة للوجه. يهتم الرجال بهذا الأمر مثل النساء تماما.
محل زهور، مشتل زراعي: إذا كنت تحب النباتات، فاقض وقتك بحيث تصبح أكثر معرفة بالشجيرات، والأشجار، والورود، إن التواجد بين النباتات بعيدا عن الوظيفة مريح للغاية.
تزيين المنزل: استغرق عدد ساعات الغداء الضرورية لتتجول في المحلات التي تبيع طلاء، وأثاثا وورق حائط. يستغرق الأمر وقتا لتجعل حجرات منزلك أو شقتك كما تريد، ويكون الأمر أسهل عندما لا تكون تحت ضغط لاتخاذ قرارات فورية؛ إذا كنت تعمل 50 أسبوعا في السنة، فهذا يعطيك 250 ساعة غداء!
فصل تعليمي: ابدأ فصل تدريب في ساعة الغداء مع زملائك، أو تعرف على بعض هواياتهم وتعلموا من بعضكم بعضا.
المكتبة العامة: جرب زيارة القسم الدوري أو قسم الموسيقى، فإن الاستماع لمختارات مهدئة باستخدام سماعات الأذن في أثناء تصفح مجلة مفضلة أمر رائع للعقل والجسد.
التسوق أو استعراض السلع في أماكن جميلة: مثل معارض الفن، أو محلات المجوهرات الممتازة، أو متاجر التحف أو المحلات الغالية له أثر مهدئ للغاية على العديد من الناس. إن هذا النوع من المتاجر معتاد على “مشاهدة الناس فقط” ولا يكلف شيئا.
إليك المزيد: يمكنك تناول الغداء على مقعد في الحديقة، أو زيارة وكالة سفريات أو متجر هوايات، أو القيام بنزهة في المدينة. فكر في أشياء أخرى. جربها. واعتبرها مكافآت يومية.
اقرأ مجلات ترفيهية
اشترك في مجلة ترفيهية، وهذه قد تكون أية مجلة من عشرات المجلات التي تتناول ترفيها مفضلا، أو هواية، أو حرفة، أو اهتماما خاصا، أو نشاطا تستمتع به حاليا أو تود أن تجربه. ستقدم لك المجلة ساعات قليلة منتظمة من المرح في مقابل دولارات قليلة شهريا أو حتى أقل من ذلك، ومن الممكن أن تساعدك أية مكتبة على استكشاف عدد هائل من المجلات المتاحة حاليا.
شارك العمل والترفيه
يشتكي الأشخاص والعائلات أحيانا من عدم امتلاكهم لأي وقت للاسترخاء بسبب الأعمال المنزلية الكثيرة للغاية، وقد حلت إحدى العائلات تلك المشكلة عن طريق اختيار أمسية معينة ووقت يتشاركون فيه كل الأعمال، وخصصوا كل أربعاء من الساعة 5:30 إلى 7:00. لكل فرد في العائلة (الأم، الأب، والطفلين) مهام متفق عليها من قبل جميع الأطراف مما نتج عنه إنجاز أهم الأعمال المنزلية وضمان أن يكون حمل العمل مقسما بالتساوي، ويتم تبادل المهام بقدر المستطاع، وعمل الجميع بجد وفي النهاية كوفئ الجميع بعشاء في مطعم أو عرض تلفزيوني خاص، أو مشاهدة فيلم فيديو، أو لعبة تلعبها العائلة كلها، إن المكافأة السريعة مهمة للغاية، وأصبحت عطلات نهاية الأسبوع الخاصة بهم الآن مخصصة للأنشطة الترفيهية، والتي كانت سابقا مكتظة بالعمل.
مقتطفات وخطوات بسيطة قد تسعدك
أثناء بحثك عن وسائل للإستمتاع وملء الفراغ وقيامك ببعض خطوات العملية للتخلص من الملل سوف تكتشف أشياء وأمور ستصيبك بالاندهاش؛ لبساطتها وسهولة تطبيقها، لكن عليك في البداية أن تكتشف لماذا تشعر بالملل؟؟ إذا كان السبب هو قيامك بالعمل نفسه بشكل متكرر، فأضف إليه بعض الأشياء الجديدة، أو قم به بشكل مختلف، فمثلاً… العمل المنزلي الذي تقوم به ربة المنزل يمكن أن يكون ممتعاً إذا استمعت أثناء أدائها له إلى بعض الأشرطة الصوتية التي تحمل المعلومات الممتعة، أو قامت به بشكل حركات رياضية؛ فيصبح الهدفُ هو القيام بالأعمال المنزلية، بالإضافة إلى المحافظة على لياقة الجسم، وإذا كان الملل بسبب الكسل فاحصل على كفايتك من النوم، وعش حياة صحية منظمة، و إذا كان الملل بسبب الخوف من القيام بعدد من الأعمال الكثيرة المتراكمة، فقم بتقسيم الأعمال إلى خطوات وأهداف بسيطة، و إذا كان الملل بسبب عدم وجود ما تفعله، فمارِس بعض الرياضة أولاً؛ فهي ستساعدك على التفكير السليم، وستجد ما تقوم به، أو تحدث مع صديق مقرّب عمّا يضايقك، فمجرد الحديث يمكن أن يفتح أمامك أبواباً مغلقة، وإليك بعض الأفكار الأخرى التي قد تكون مفيدة:
خذ درسا غير رسمي أو اقرأ كتبا لكي تسترخي أو تتعلم هواية جديدة.
تبادل المهارات مع شخص ما بحيث تستطيعان أن تتعلما من بعضكما بعضا الموهبة أو الهواية الجديدة مثل صيد الأسماك.
اشترِ تذاكر الموسم لشيء تستمتع به (ثم التزم بالحضور) مثل مباريات كرة القدم أو المسرح.
خذ 20 دقيقة في بداية كل شهر وحدد بالفعل على أجندتك موعدا لشيء تقوم به كل أسبوع (كحد أدنى) بترفيه.
تجنب الأمور السلبيّة: إنّ فعل الأمور الايجابيّة كمشاهدة فيلمٍ كوميدي، أو مسرحيّة، ومحاولة التخلص من الأفكار والمشاعر السلبيّة يخفف حدّة المشكلة.
بناء علاقات قويّة مع الأشخاص الإيجابيين: يجب الابتعاد قدر الإمكان عن الأشخاص السلبيين الذين يبعثون على الشعور بالكآبة، والتعاسة، والتقرب من الأشخاص الايجابيين الذين يساعدون في التخلص من المشاكل والأزمات.
إبتسم و تجنب الصمت: تساعد الإبتسامة في تغيير الحالة النفسيّة، والتخلص السريع من الاكتئاب والملل، كما إنّ حديث الشخص المكتئب مع الأشخاص المحيطين به بالعديد من الأمور الايجابيّة تجعله سعيداً، وأكثر راحة.
ممارسة التمارين الرياضيّة: إنّ ممارسة التمارين بانتظامٍ يحسن مزاج الشخص، ويجعله يفكر بايجابيّة، وبالتالي ننصح بممارسة رياضة المشي، واليوغا التي تريح الجسم.
تناول الأطعمة الصحيّة: يجب الحرص على تناول الأطعمة الصحيّة الغنية بعناصر الزنك، والكروم، وفيتامين د، لأنّ نقص هذه العناصر يؤثر على الحالة المزاجيّة، كما أنّ تناول الشوكولاتة، والحلوى تكافح الاكتئاب وتعطي شعوراً بالسعادة.
الكتابة: إن كتابة كل المشاعر والأفكار السلبيّة تساعد في التخلص منها، ولذلك تنصح الدراسات بالكتابة مدّة عشر دقائق في اليوم للتخلص من المشاعر السلبيّة، وتحسين الحالة المزاجيّة والتفسيّة.
الخروج من المكان المعتاد: يعتبر تغيير المكان المحيط بنا أحد أهمّ الطرق التي تتخلص من الاكتئاب والملل، ولذلك يجب محاولة عمل شيء جديد لتحسين الحالة المزاجية والنفسية.
غيّر أفكارك تتغير حياتك: فالأفكار تتحكم في التصرفات.. ضع لنفسك أهدافاً تشعرك بالحياة، فمن المستحيل أن تشعر بالملل وأنت تسعى لبناء حياتك وتحقق أهدافك.
أشْعِل الفضول داخلك: فضول المعرفة والاكتشاف، وغذِّ هذا الفضول بالقراءة ومشاهدة البرامج التي تكشف لك الغطاء عن الكثير من الحقائق العلمية المدهشة، وسافر عبر الزمن وعبر المسافات مع برامج الرحلات والتاريخ، وتأكد أن الدنيا مازال بها الكثير الذي لم تعرفه أو تكتشفه بعد.
تعلم التكنولوجيا الحديثة: وما تقدمه لك من خدمات، وتابع تطور الأجهزة، فآلة التصوير قد تريك الكثير من جمال الطبيعة من حولك، وأسراراً لم تكتشفها بعد.
ابحث عن وظيفة ثانية مؤقتة تزيد دخلك: واستفد من هذا الدخل الإضافي لدراسة علم جديد، أو شراء ما يساعدك على اكتشاف العالم من حولك، أو ما تمارس به هواياتك الجديدة.
الخوض في تجارب جديدة
من الممكن التغلب على الملل من خلال الخوض في غمار تجارب جديدة مثل:
تجربة كل ما هو جديد وغير مألوف، كاستبدال ركوب السيارة بالحافلة أو القطار أو المشي على الأقدام.
إعداد وجبة طعام جديدة لم يسبق تجربتها من قبل.
قضاء يوم بلا وسائط إنترنت حيث يمنع الإنترنت الأشخاص من التواصل مع العالم الحقيقي.
صندوق الأفكار
إن من أحد طرق القضاء على الروتين والملل هو صناعة صندوق الأفكار الذي يحتوي على مجموعة من الأوراق كُتبت عليها مجموعة من الأفكار والأعمال القابلة للتنفيذ في نفس اليوم موضوعة داخل صندوق، فعند الشعور بالملل يُمكن استخراج أحد الأوراق وتنفيذ الفكرة التي تحتويها، ونذكر بعضاً من الأفكار التي يُمكن كتابتها في صندوق الأفكار:
كتابة الخيارات التالية، كصناعة الشمع، وصناعة الصابون، والخياطة، وتلوين الإطارات وغيرهم، وذلك لمحبي الأعمال الفنية والحرفية.
كتابة جميع أسماء الحلويات والكعك التي يُمكن صنعها في المنزل، وذلك لمحبي صُنع الطعام.
كتابة العديد من أسماء الأفلام الممتعة لمشاهدتها، وذلك لمحبي السينما والبرامج الترفيهية.
كتابة الخيارات التالية، التنزه مشياً على الأقدام، وممارسة رياضة الجري، والسباحة، وممارسة الرياضة في نادي رياضي، وذلك لمحبي الأنشطة الرياضية.
إعادة توجيه فترات الفراغ بأحلام اليقظة
كثير من الأفكار تأتينا في أوقات الفراغ أو الخمول، أو عندما نكون في الطريق إلى العمل، أو عند الاستحمام، أو المشي لمسافة طويلة، وفي الواقع، ربما نكون في أفضل حالاتنا للإبداع والإنتاج عند شعورنا بالملل، وخلال لحظات الشعور بالملل أو الخمول، تستطيع أدمغتنا أن تجمع معا الأفكار الصغيرة المتناثرة، وهو ما يؤدي إلى الوصول إلى تلك الأفكار المضيئة والقيمة.
إن الأمر الضروري المتعلق بالتفكير بصورة إبداعية أكثر هو أن تتأكد من أن لديك بعض أوقات الفراغ التي تسمح لعقلك بأن يتجول هنا، وهناك، ويفكر بحرية أكثر، ولكن معظمنا يستغل أوقات الفراغ القليلة في اليوم في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ومراجعة البريد الإلكتروني، ومن هنا تأتي ضرورة التفكير في ممارسة بعض الأنشطة الأخرى، مثل السباحة، لأن ذلك يعطي العقل فرصة للتفكير بحرية أكثر بعيدا عن وسائل التشتيت الإلكترونية، وقد عرف عن أكثر رجال الأعمال نجاحا على مستوى العالم، مثل بيل غيتس، ووارين بوفيت، أنهم يضعون في جدول أعمالهم اليومي بعض الوقت الحر للجلوس والتفكير فقط.
إن سماح المرء لعقله بأن يتجول بحرية يعطيه فرصة لاستعادة الكثير من الذكريات، والربط بين العديد من الأشياء بصورة ذات مغزى، وتسهم أحلام اليقظة في تعزيز تلك القدرة على الوصول إلى ما لدينا من ذكريات، ومعارف، وخبرات، والخيال الذي يساعدنا في الوصول إلى تلك اللحظات المهمة للتفكير المبدع، كما تقول إيمي فرايز، مؤلفة كتاب "أحلام اليقظة في بيئة العمل: أيقظ قدراتك الإبداعية"، وتضيف فرايز: "إن هذه الحالة من الهدوء والانعزال النسبي التي تميز أحلام اليقظة تساعد في تهدئة الضوضاء، حتى نتمكن من أن نصل إلى الهدف".
إبتكر طريقتك
إذا لم تجد نفسك في أي طريقة من الطرق السابقة، فابتكر أنت طريقة تتخلص بها من الملل، والأهم أن تشعر بالسعادة، وتذكر دائماً أن الملل مسألة نحن الذين نزرعها في عقولنا، ونحن أيضاً، من نستطيع أن نتخلص منها، ولا تحاول أن تتخلص من الملل بمشكلة أكبر منه، كالتدخين مثلاً، فنفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، ولا تنتظر أن يحدث شيء معين، أو أن يظهر شخص معين ليعيدك للحياة؛ بل ابدأ في ممارستك حياتك الآن وحارب الملل، فإن كيفية التعامل مع هذا الشعور بالملل والفراغ، هي التي تفرق ما بين الأشخاص الناجحين وغيرهم من الأشخاص.
وفي الختام
إن وجدت هذا المقال مفيداً، أرجو التكرم، أخي الحبيب بالتالي:
تسجيل الإعجاب.
كن إيجابياً وفاعلاً وشارك الآخرين.
رأيك يُهمني فلا تبخل علي به في التعليقات.
كما يسعدني، تسجيلك في الموقع، والانضمام للقائمة البريدية ليصلك كل جديد، ولا تتردد أخي الكريم في الكتابة ألي إذا رغبت أن أكتب مقال في موضوع تراه مهما من وجهة نظرك للإقلاع عن التدخين والتوعية بأضراره، وشكراً جزيلاً لك، لمنحي جزء من وقتك الثمين، لقراءة هذا المقال، وتسجيل تعليقك عليه، و إعجابك به، ومشاركته مع غيرك.
コメント