الإقلاع عن التدخين هو هدف يسعى إليه العديد من الأشخاص الذين يعانون من إدمان التبغ. حيث يعتبر التدخين عادة سيئة تسبب العديد من الأمراض والمضاعفات الصحية، مثل السرطان والتهاب الرئة والنوبات القلبية. لذلك، يحاول الكثير من المدخنين الإقلاع عن هذه العادة والتخلص من إدمان النيكوتين، وهي المادة المسؤولة عن الإدمان في السجائر.
ولكن الإقلاع عن التدخين ليس بالأمر السهل، فهو يتطلب الإرادة والتحمل والدعم من الأهل والأصدقاء. ولمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، هناك بعض العلاجات والبدائل التي تساعد على تقليل الرغبة في التدخين والتخفيف من الأعراض الانسحابية، ما يجعلها واحدة من الطرق الفعالة للتخلص من هذه العادة السيئة.
في هذا المقال، سنتعرف على طريقة الإقلاع عن التدخين بعلاجات الإقلاع وبدائل النيكوتين، وسنشرح خطوات وطريقة تنفيذها، ومن هم الأشخاص الذين يناسبهم الاقلاع بهذه الطريقة.
تشير الدراسات إلى أن علاجات الإقلاع وبدائل النيكوتين تعتبر طريقة فعالة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين. خاصةً للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في الإقلاع عن التدخين، أو الذين لديهم تاريخ من الانتكاسات.
## المقصود بطريقة الإقلاع عن التدخين باستخدام العلاجات وبدائل النيكوتين
الإقلاع عن التدخين بعلاجات الإقلاع وبدائل النيكوتين هو عملية يتم خلالها استخدام أدوية أو منتجات تحتوي على كميات محددة من النيكوتين أو مواد أخرى تعمل على تحفيز مستقبلات النيكوتين في الدماغ، مما يساعد على تقليل الرغبة في التدخين وتخفيف أعراض الانسحاب التي يمكن أن تحدث عند الإقلاع. وبذلك يقل الشعور بالحاجة إلى التدخين والتغلب على الإدمان.
هذه العلاجات والبدائل تستخدم كمساعدة إضافية للمدخنين الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين، ولكنها لا تكفي بمفردها دون الالتزام بخطة الإقلاع والحصول على الدعم النفسي والاجتماعي.
## صور وأشكال طريقة الإقلاع عن التدخين باستخدام العلاجات وبدائل النيكوتين
هناك العديد من صور وأشكال الإقلاع عن التدخين بعلاجات الإقلاع وبدائل النيكوتين، ومن أشهرها:
أولاً/ استخدام بدائل النيكوتين:
1- العلكة الطبية:
وهي علكة تحتوي على النيكوتين، وتستخدم عند الشعور بالرغبة في التدخين، وتمضغ ببطء لمدة 30 دقيقة، وتساعد على تخفيف الشهية والتوتر والعصبية.
2- اللصقات الجلدية:
وهي لصقات تحتوي على النيكوتين، وتلصق على الجلد في مكان نظيف وجاف، وتستبدل كل 24 ساعة، وتساعد على توفير جرعة مستمرة من النيكوتين للجسم وتقليل الرغبة في التدخين.
3- البخاخ الأنفي:
وهو بخاخ يحتوي على النيكوتين، ويستخدم عن طريق رشه في الأنف عند الشعور بالرغبة في التدخين، ويساعد على تحفيز مستقبلات النيكوتين في الدماغ وتخفيف الأعراض الانسحابية.
4- الحبوب الفموية:
وهي حبوب تحتوي على النيكوتين، وتوضع تحت اللسان أو في الخد عند الشعور بالرغبة في التدخين، وتذوب ببطء في الفم، وتساعد على تقليل الشهية والتهيج والاكتئاب.
ثانياً/ استخدام الأدوية التي لا تحتوي على النيكوتين:
أ ـ أقراص تحتوي على مادة تسمى البوبروبيون(Wellbutrin):
وهي مضاد اكتئاب يعمل على تعديل الناقلات العصبية في الدماغ، وتؤخذ مرتين يومياً لمدة 7 إلى 12 أسبوعاً، وتساعد على تقليل الرغبة في التدخين والأعراض الانسحابية.
ب ـ أقراص تحتوي على مادة تسمى الفارينيكلين(Chantix):
وهي مادة تحاكي تأثير النيكوتين على مستقبلاته في الدماغ، وتؤخذ مرة واحدة يومياً لمدة 12 أسبوعاً، وتساعد على تقليل الرغبة في التدخين والأعراض الانسحابية.
ثالثاً/ استخدام الجمع بين بدائل النيكوتين والأدوية التي لا تحتوي على النيكوتين:
هو استخدام نوعين أو أكثر من منتجات الإقلاع عن التدخين في نفس الوقت، بهدف زيادة فرص النجاح في الإقلاع عن التدخين، وذلك حسب نوع المنتج المستخدم وتوصيات الطبيب.
فيما يلي بعض الأمثلة على كيفية الجمع بين بدائل النيكوتين والأدوية التي لا تحتوي على النيكوتين:
• استخدام بدائل النيكوتين مع عقار بوپروپیون: يعد هذا المزيج من أكثر العلاجات فعالية للإقلاع عن التدخين، حيث يزيد من فرص النجاح بنسبة تصل إلى 60%.
• استخدام بدائل النيكوتين مع عقار فارينيكلين: يعد هذا المزيج أيضًا فعالًا في الإقلاع عن التدخين، حيث يزيد من فرص النجاح بنسبة تصل إلى 50%.
• استخدام اللصقات الجلدية مع العلكة: يمكن استخدام هذه الطريقة لتوفير جرعة ثابتة من النيكوتين على مدار اليوم، مع توفير وسيلة سريعة لتخفيف الرغبة في التدخين.
• استخدام بخاخ النيكوتين مع أقراص المص: يمكن استخدام هذه الطريقة لتغطية مجموعة واسعة من الاحتياجات، حيث يمكن استخدام بخاخ النيكوتين لتخفيف الرغبة في التدخين بسرعة، ويمكن استخدام أقراص المص لتوفير جرعة ثابتة من النيكوتين.
يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي علاج للإقلاع عن التدخين، وذلك لتحديد نوع العلاج المناسب ومدة استخدامه، وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في زيادة فرص النجاح في الإقلاع عن التدخين عند استخدام الجمع بين بدائل النيكوتين والأدوية التي لا تحتوي على النيكوتين:
• الالتزام بتعليمات الطبيب حول طريقة استخدام العلاج.
• الإقلاع عن التدخين بشكل كامل، وعدم العودة إلى التدخين مرة أخرى.
• الحصول على الدعم الاجتماعي من العائلة والأصدقاء.
• الانضمام إلى برنامج الإقلاع عن التدخين.
تشير الدراسات إلى أن الجمع بين بدائل النيكوتين والأدوية التي لا تحتوي على النيكوتين يزيد من فرص النجاح في الإقلاع عن التدخين بشكل كبير. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي علاج للإقلاع عن التدخين، وذلك لتحديد نوع العلاج المناسب ومدة استخدامه.
قم بإجراء تقييم وفحص مجاني
لمعرفة درجة إدمانك على النيكوتين، والصعوبات: النفسية، والجسدية، والإجتماعية، المحتملة التي قد تواجهك اثناء قيامك برحلة الإقلاع عن التدخين، وحصل على نصائح وإرشادات مخصصة لك، لكيفية تجاوز تلك العقبات وطرق التغلب عليها، مجاناً.
## خطوات وطريقة تنفيذ طريقة الإقلاع عن التدخين باستخدام العلاجات وبدائل النيكوتين
للاستفادة من العلاجات والبدائل للإقلاع عن التدخين، يجب اتباع الخطوات التالية:
استشارة الطبيب قبل استخدام أي علاج أو بديل، لتحديد الجرعة المناسبة والمدة اللازمة والتأكد من عدم وجود تفاعلات سلبية مع أي أدوية أخرى أو حالات صحية موجودة.
اختيار العلاج أو البديل الأنسب للحالة الشخصية والميزانية والتوافر والرغبة، والالتزام بتعليمات الاستخدام والجرعة والمدة المحددة.
تحديد تاريخ للإقلاع عن التدخين، والاستعداد له نفسياً وجسدياً، والتخلص من كل ما يتعلق بالتدخين، مثل السجائر والولاعات والرماد والرائحة.
البدء بالعلاج أو البديل في التاريخ المحدد، والاستمرار في استخدامه حتى نهاية المدة المحددة، وعدم العودة إلى التدخين أو الاستخدام المفرط للعلاج أو البديل.
الحصول على الدعم النفسي والاجتماعي من الأهل والأصدقاء والمجموعات العلاجية أو الإرشادية، والتحدث عن المشاعر والتحديات والانجازات المتعلقة بالإقلاع عن التدخين.
تقييم التقدم المحرز بانتظام والتعامل مع أي تحديات أو صعوبات تنشأ خلال العملية.
## إيجابيات وسلبيات طريقة الإقلاع عن التدخين باستخدام العلاجات وبدائل النيكوتين
العلاجات والبدائل للإقلاع عن التدخين لها إيجابيات وسلبيات متباينة، وفيما يلي بعضها:
### الإيجابيات
تساعد على تقليل الرغبة في التدخين والتحكم في الأعراض الانسحابية، مثل العصبية والتوتر والاكتئاب والصداع والأرق والشهية المفرطة.
تزيد من فرص النجاح في الإقلاع عن التدخين، خاصة إذا ما استخدمت بالتزامن مع العلاج السلوكي أو النفسي أو الاجتماعي.
توفر جرعات محددة ومنظمة من النيكوتين أو مواد أخرى تحاكي تأثيره، بدلاً من التعرض للمواد الضارة والسامة الموجودة في السجائر، مثل القطران والكربون والمعادن الثقيلة والمواد المسرطنة.
تتوفر بأشكال وأنواع مختلفة تناسب الاحتياجات والتفضيلات المختلفة، وتتراوح في السعر والتوافر والفعالية.
تقليل خطر الانتكاس، حيث تساعد استخدام علاجات الإقلاع وبدائل النيكوتين على تقليل خطر الانتكاس بعد الإقلاع عن التدخين.
### السلبيات
لا تكفي بمفردها للإقلاع عن التدخين، بل تحتاج إلى الإرادة والالتزام والدعم من البيئة المحيطة.
قد تسبب بعض الآثار الجانبية، مثل التهاب الفم أو الحلق أو الجلد، أو الصداع أو الغثيان أو القيء أو الإسهال أو الأرق أو القلق أو الهلوسة أو الاكتئاب أو النوبات العصبية.
قد تؤدي إلى الاعتماد على العلاج أو البديل نفسه، وعدم القدرة على التخلص من النيكوتين نهائياً، أو الانتقال إلى أشكال أخرى من التدخين، مثل السجائر الإلكترونية أو الشيشة أو السجائر العشبية.
قد تتفاعل مع بعض الأدوية أو الحالات الصحية الأخرى، وتزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو السرطانات.
قد تكون علاجات الإقلاع وبدائل النيكوتين مكلفة من الناحية المالية، وقد يجب على الأشخاص تخصيص ميزانية لشرائها بانتظام.
الإقلاع عن التدخين باستخدام العلاجات وبدائل النيكوتين، طريقة فعالة تساعد المدخنين على الإقلاع عن هذه العادة الضارة. ومع ذلك، من المهم أن يكون المدخن على دراية بإيجابيات وسلبيات هذه الطريقة قبل اتخاذ قرار باتباعها.
## الأشخاص الذين يناسبهم الاقلاع باستخدام العلاجات وبدائل النيكوتين
العلاجات والبدائل للإقلاع عن التدخين تناسب:
الأشخاص الذين يعانون من إدمان شديد على النيكوتين، والذين يجدون صعوبة في الإقلاع عن التدخين بمجرد الإرادة أو العلاج النفسي أو السلوكي.
الأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم مستمر للتخلص من الإدمان وللتحكم في الرغبة الملحة في التدخين.
الأشخاص الذين يرغبون في تقليل كمية التدخين تدريجياً، والذين يحتاجون إلى جرعة مستمرة من النيكوتين لتجنب الانهيار أو العودة إلى التدخين.
الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الانتكاس في الإقلاع عن التدخين.
الأشخاص الذين لا يعانون من حالات صحية موجودة أو مزمنة تتفاعل مع العلاجات أو البدائل، مثل الحمل أو الرضاعة أو الأمراض القلبية أو الدماغية أو النفسية.
## الدراسات والإحصائيات المتعلقة بطريقة الإقلاع عن التدخين باستخدام العلاجات وبدائل النيكوتين
وفقاً لبعض الدراسات والإحصائيات المتعلقة بالعلاجات والبدائل للإقلاع عن التدخين، فإنها تزيد من فرص النجاح في الإقلاع عن التدخين بنسبة تتراوح بين 50% إلى 70%، مقارنة بالإقلاع دون استخدامها.
وقد أظهرت بعض الدراسات أن العلاجات والبدائل تعمل بشكل أفضل إذا ما استخدمت مع بعضها البعض، أو مع العلاج النفسي أو السلوكي أو الاجتماعي. وقد أوصت منظمة الصحة العالمية بأن العلاجات والبدائل تعتبر وسيلة فعالة وآمنة للإقلاع عن التدخين، وتشجع الدول على توفيرها وتسهيل الوصول إليها للمدخنين الراغبين في الإقلاع عن التدخين.
وفيما يلي بعض النتائج الرئيسية التي تم الحصول عليها:
1.فعالية العلاجات والبدائل:
دراسة نُشرت في مجلة "The Cochrane Database of Systematic Reviews" أظهرت أن استخدام علاجات الإقلاع وبدائل النيكوتين يزيد من فرص الإقلاع عن التدخين بنسبة تتراوح بين 50% و70% مقارنة بعدم استخدامها.
دراسة أجريت في المملكة المتحدة توصلت إلى أن استخدام العلاجات والبدائل يزيد من فرص الإقلاع بشكل كبير، وأن الإقلاع باستخدام العلاجات يكون أكثر فاعلية مما هو ناتج عن محاولات الإقلاع بدون علاج.
دراسة أمريكية أشارت إلى أن استخدام العلاجات والبدائل يقلل من معدلات إعادة التدخين ويزيد من نسبة النجاح في الإقلاع عن التدخين على المدى الطويل.
2.الفوائد الصحية:
دراسة نُشرت في مجلة "JAMA Internal Medicine" أوضحت أن الإقلاع عن التدخين باستخدام العلاجات والبدائل يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 50%.
تشير الإحصائيات إلى أن الإقلاع عن التدخين يقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي المزمن، مثل الانسداد الرئوي المزمن والتهاب الشعب الهوائية المزمن.
تظهر الدراسات أنه بعد عامين من الإقلاع عن التدخين، تتحسن قدرة الرئتين على التنفس وتنخفض معدلات السعال والتنفس الشهيق.
3.نسبة النجاح:
وفقًا للمراجعة النظامية التي نُشرت في "The Cochrane Database of Systematic Reviews"، فإن نسبة النجاح في الإقلاع عن التدخين باستخدام العلاجات والبدائل تزيد عن النجاح في المحاولات التي لم يتم استخدامها.
تشير الإحصائيات إلى أن الإقلاع عن التدخين بواسطة العلاجات والبدائل يزيد من فرص النجاح على المدى الطويل.
تهدف هذه الدراسات والإحصائيات إلى توفير دعم علمي لفعالية استخدام علاجات الإقلاع وبدائل النيكوتين في الإقلاع عن التدخين. ومع ذلك، يرجى ملاحظة أن النتائج والفوائد المذكورة قد تختلف بين الدراسات والأفراد، وقد يكون للعوامل الفردية والظروف الشخصية تأثير على نتائج الإقلاع عن التدخين.
## الخاتمة
بشكل عام، تشير الدراسات إلى أن علاجات الإقلاع وبدائل النيكوتين تعتبر طريقة فعالة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين. خاصةً للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في الإقلاع عن التدخين، أو الذين لديهم تاريخ من الانتكاسات، فهي تعمل على تخفيف الرغبة الملحة في التدخين وتقليل أعراض الانسحاب.
ومع ذلك، يجب أن يتم استخدامها بشكل صحيح وتحت إشراف الطبيب لضمان الحصول على أقصى استفادة وتقليل المخاطر المحتملة، ولضمان الحصول على نصائح وتوجيهات ملائمة لحالتك الفردية. حيث يمكن أن يساعدك مقدم الرعاية على اتخاذ قرار مستنير بشأن استخدام علاجات الإقلاع وبدائل النيكوتين وتوفير الدعم اللازم لك خلال عملية الإقلاع عن التدخين.
قم بإجراء تقييم وفحص مجاني
لمعرفة درجة إدمانك على النيكوتين، والصعوبات: النفسية، والجسدية، والإجتماعية، المحتملة التي قد تواجهك اثناء قيامك برحلة الإقلاع عن التدخين، وحصل على نصائح وإرشادات مخصصة لك، لكيفية تجاوز تلك العقبات وطرق التغلب عليها، مجاناً.
الكاتب في سطور
الاسم: نايف محمد السعيِّد
• المؤسس والمشرف العام على مبادرة الحرية من التدخين.
• مستشار وخبير تدريب في مجال الإقلاع عن التدخين وسبل التوعية بأضراره.
• عمل سابقاً مديراً تنفيذياً للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين.
• حاصل على الماجستير، ومستشار ومدرب معتمد.
• كاتب ومدون، ومقدم بدكاست الحرية من التدخين.
• ساعد المئات من الأشخاص على الإقلاع عن التدخين.
• له العديد من المؤلفات والإنتاج الفكري، في مجال الإقلاع عن التدخين و التوعية بأضراره.
Comments